محمود الخولي يكتب: اختبار "العدل الدولية"!!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الــ 114 على التوالي، وارتكاب المحتل  19مجزرة ضد العائلات الفلسطينية، راح ضحيتها 165 شهيدًا، و290 إصابة، بعد ساعات من مطالبات محكمة العدل الدولية، اسرائيل، بالتوقف عن ارتكاب جرائم قتل الفلسطينيين، يمثل استخفافا حقيقيا بقرارات المحكمة، ويضعها والمجتمع الدولي في اختبارصعب.
 
وقد شاهد العالم عبر التلفاز، كيف أنه لايزال عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وكيف منع المحتل وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم، وافق صدوره، تصريح صادر عن المحكمة الدولية،  بأن أكثر من 93% من سكان قطاع غزة،غير قادرين على الوصول إلى الطعام!!
 
يبدوأن تلك  هي الفلسفة التي بني عليهاحزب الليكود الحاكم، ويتزعمه بنيامين نتنياهو، قواعد حكمه، وهي ايمانه بإبادة سكان قطاع غزة والتخلص منهم، أقربها دعوة عضو الكنيست الإسرائيلي عن الليكود، ناسيم فاتوري،جيش كيانه، إلى حرق قطاع غزة بالكامل، وحرق سكانه، والتخلص منهم إلى الأبد.
 
ولعلك تتذكروصف شهير لوزير الحرب الإسرائيلي يؤاف جالانت،الفلسطينيين، مع بدايات الحرب، بــــ"الحيوانات البشرية، ذلك في معرض تبريره للحصار الخانق الذي فرضه جيشه على قطاع غزة وسكانه: " نفرض حصاراً كاملاً على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك"!!
 
وحين ترجع  الي التصريحات الإسرائيلية، منذ  اندلاع حرب السابع من اكتوبر، وعلي مدي شهرين كاملين، سوف تتوقف وبفخر عربي، عند محطة الوجع الصهيوني ازاء مفاجآت المقاومة الفلسطينية وضربة البداية الحمساوية، اذا جاز التعبير، بما أفزع قيادات تل أبيب، وجعل أشد شواغلهم هما، هو التضييق على الفلسطينيين، وجعل حياتهم في الضفة والقطاع مستحيلة، بل وجعلهم أقرب إلى الموت منهم إلى الحياة، تمهيداً لهجرةٍ طوعيةٍ أو قسريةٍ تفرض عليهم.
 
"التعامل" الإسرائيلي مع قرارات "العدل الدولية" علي هذا النحو من الاستخفاف ، ينتقص من هيبتها، وإن اعتبرت قرارتها ملزمة، أو بارك جهدها حصي الأرض،  ونادي بأهمية توفير آليات التنفيذ الكامل والفوري لها. 
 
وتبقي الإشارة الي أنه إذا ما تتبعت قدم الإدارة الأمريكية، علي طريق المجازر البشرية بقطاع غزة، فسوف تلامس بأصابعك ودون ان تخطيء مكامن اتهام واشنطن، وعبر أحاديث القمم العربية او الأوروبية، وإن وصت في معظمها بالترهات، بدعمها للكيان الصهيوني بالأسلحة التقليدية والفتاكة لترتكب بها جرائمها، بما ينال من سمعة البيت الأبيض، المصاب دائما بالازدواجية، ومنذ زمن بعيد!!

ترشيحاتنا